الإيدز AIDS هو اختصار لمتلازمة فقدان المناعة المكتسبة : وهو اعتلال خطير جدا، ينتج عن عجز قدره جهاز المناعة في جسم الإنسان عن محاربة الكثير من الأمراض، مما يؤدي في النهاية إلى الموت . وتعني كلمة الإيدز متلازمة عوز المناعة المكتسبة، حيث يشير الاسم إلى أن فقدان المناعة وهو مكتسب وليس المعنى فقدان المناعة الو راثي .
الفئات التي تصاب بالإيدز إن أي إنسان يتعرض لدم يحتوي على فيروس الإيدز أو منتجات الدم المحتوي عليه يصاب بهذا المرض وتختلف الإصابة من بلد إلى آخر، ولكن دراسة انتشار المرض في الولايات المتحدة أولا ثم غرب أوروبا ثانيا وأفريقيا ثالثا أشار إلى أن هناك مجموعات من الفئات البشرية أكثر عرضة للإصابة به وهم
يشكل الشاذون جنسيا منا بين 90 % إلى 94 % من جميع حالات الإيدز في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ويبلغ عدد الرجال الشاذين جنسيا ( وهم الذين يمارسون اللواط والمخنثون ) حوالي عشرين مليونا في الولايات المتحدة الأمريكية .
والمقصود بهم هنا الذين يتعاطون المخدرات بالحقن الوريدي وقد يستعملون حقنة مشتركة لعدة أشخاص ويشكل هؤلاء 67 % من جميع حالات الإيدز .
ويشكل هؤلاء ما بين 2 % إلى 4 % من جميع حالات الإيدز وهؤلاء ينقسمون إلى مجموعة نقل إليها الدم لأي سبب من الأسباب، وأخرى مصابة بمرض الهيموفيليا ( الناعورية ) وهو أحد الأمراض الوراثية وتقتصر إصابتها على الذكور دون الإناث وتسبب لهم نزفا دمويا مستمرا فيعالجون بنقل الدم إليهم لوقف أو تعويض النزف، فإذا كانت الدماء ملوثة بالفايروس سببت المرض .
وينتقل الفايروس أيضا إلى الأجنة فيصيبها وهناك عدة نظريات في كيفية وصول الفايروس إلى الأجنة وإصابتها :
يحمل المني الفايروس وبالتالي فإن الحيوان المنوي الذي يلقح البويضة يسبب إصابة النطفة مما يؤدي إلى إصابة الأجنة في مرحلة مبكرة، وأحيانا يعزي حدوث الإجهاضات في بعض النساء المصابات بالمرض إلى هذا السبب .
ينتقل الفايروس من دم الأم إلى دم الجنين عبر المشيمة، ومنه ومنه إلى الحبل السري ثم الجنين .
أثناء نزول الطفل من الرحم والمهبل المصاب أثناء عملية الولادة فيصاب به .
يصاب الطفل بعد الولادة نتيجة التصاقه وصلته الحميمة بينه وبين الأم أو الأب المصاب ( غالبا قبل ظهور الأعراض ) وربما يكون انتقال الفايروس عبر الثدي أثناء الرضاعة .
احتمال حدوث ذلك أثناء التلقيح الاصطناعي وأطفال الأنابيب وسجلت حالات عديدة في استراليا .
الحالات المرتبطة بوسط أفريقيا والمتصلين بهم .
أهالي جزيرة هاييبي في البحر الكاريبي والمتصلين بهم .
عوامل ظهوره عندما ظهر الإيدز كمرض يسبب انهيار مناعة الجسم ويدمرها وخاصة فقدان الخلايا اللمفاوية ( البلغمة ) من نوع 4 T ( وهي التي تسمى الخلايا المساعدة ) لم يكن الأطباء يعرفون أسباب هذا المرض، فبدأت البحوث والتجارب في المعامل الطبية المتقدمة تبحث عن المجهول المسبب للمرض، وتترصده وتبحث عن طرق الإصابة به والوقاية منه . ولأن الحالات التي سجلت آنذاك كانت معظمها لأشخاص شاذين جنسيا، لذا كان اتجاه البحث لدى الأطباء عن الأجواء والنمط الذي يعيشه هؤلاء الناس لمعرفة الوسط الذي يسبب هذا المرض فوضعت عدة نظريات تفسر أسباب الإيدز وهي
النظرية الأولى استخدام غاز أميل نايترات Emyl Nitrite ويدعى ( Popers ) لأن يكون بشكل أمبولات تكسر وتستنشق أثناء عملية الجماع، حيث تقوم هذه المادة بتوسيع شرايين الدم وتستخدم سابقا في علاج تضييق الشرايين، فلوحظ أنها تؤثر في إطالة مدة الجماع، ولكنها تسبب الصداع الشديد لدى الكثيرين، لذلك كان اعتبار النايترات المستنشق ( Nitrite Inhalents ) سببا محتملا للإصابة بمرض الإيدز للأسباب التالية
أولا : أن النايترات يسبب بعض التشوهات البنائية للجسم وله أيضا دور في الإصابة بمرض ساركوما كابوس Kaposi Sarcoma .
ثانيا : للنايترات تأثير على مناعة الجسم، حيث أنه يضعفها .
ثالثا : إن النايترات نادرا ما يستخدمه غير الشاذين، ولأن النايترات المستنشق يستعمله الشاذون بكثرة، وكون الإيدز منتشرا بينهم، لذا فلا بد من وجود ترابط بينهما.
لذلك اهتمت البحوث بهذا الجانب حتى كانت نتائجها نفي وجود علاقة بين النايترات والإيدز، لأن هذه المادة تستخدم من قبل غير الشاذين وليس لهم علاقة بالإيدز فاختفت هذه النظرية .
النظرية الثانية الالتهابات المتكررة التي يصاب بها الشاذون نتيجة الاتصالات الجنسية الشاذة، وكذلك يصاب بها مدمنو المخدرات بالوريد ونتيجة لتكرار غزو الميكروبات للجسم يفقده مناعته وقد قويت هذه النظرية عندما اكتشف الإيدز في إفريقيا الاستوائية ( زائير وأوغندا وبروندي . . ) نتيجة التخلف والظروف المعيشية وتدهور الرعاية الصحية في تلك المناطق يؤدي كله إلى مزيد من التعرف للغزو الميكروبي والطفيلي وهذا بدوره إلى إضعاف جهاز المناعة، ولكن هذه النظرية ضعفت أحيانا عندما ظهر المرض في الأشخاص الذين تم نقل الدم إليهم أو محتويات الدم ( عامل 8 ) مثل مرضى الناعورية ( الهيموفيليا ) Haemophilia .
النظرية الثالثة التعرض للسائل المنوي حيث اعتقد أن في المني والحيوانات المنوية عاملا خاصا إذا ولج إلى الجسم عن طريق الشرج يسبب تفاعلا مناعيا مدمرا ولكن هذه النظرية أيضا ضعفت ثم اختفت حينما ظهر المرض لدى مدمني المخدرات ولدى الأشخاص المرضى الذين نقل الدم إليهم أو محتويات الدم إليهم وإلى مرضى الناعورية ( الهيموفيليا ) ولدى الأطفال .
النظرية الرابعة وجود فايروس ينتقل عبر المني أو الدم أو الإفرازات الأخرى إلى جسم الشخص مسببا إضعاف جهاز المقاومة وقد لاقت هذه النظرية قبولا في الدوائر العلمية لأن ذلك الفايروس عندما يدخل الجسم يهاجم الخلايا اللمفاوية وخاصة الخلايا الثيموسية ( الصعترية ) المساعدة Thelper Cells ويرمز لها بـ 4T . أولا : العلامات والأعراض السريرية للإيدز : توجد عدة صفات وعلامات تشير إلى وجود إصابة بمرض الإيدز هي :
انحطاط جسدي عام ( إرهاق دون وجود سبب واضح ويستمر لعدة أسابيع .
تضخم في العقد اللمفاوية تظهر على جانبي الجسم بشكل متناظر خاصة على العنق وتحت الإبطين وأعلى الساقين .
فقدان الوزن حيث يفقد الجسم من وزنه ما يزيد على 4.5 كيلو غرام خلال شهرين .
حمى دائمة وتعرف ليلي يستمر لعدة أشهر، أما ( الجراثين ) التي تسبب غالبا الإصابة بالحمى فهي فايروس ( ( سايتوميجالو )، والسل ( التدرن الفطري ) .
صعوبة التنفس ( تنفس قصير ) سعال جاف يستمر لعدة أسابيع .
مرض جلدي يتمثل في ظهور بقع قرمزية أو زهرية أو اللون على الجلد وتكون ملساء أو خشنة تشبه آثار الكدمات ويكون ظهورها في أي مكان في الجلد في ذلك الفم والجفون وظهور التهابات صديدية ببصيلات الشعر وأنواع من الأكزيما .
الجهاز الهضمي .
العلاجيستهدف العلاج القضاء على فيروس الإيدز ومعالجة الأمراض الانتهازية الثانوية والسيطرة على الأعراض الحاصلة ورفع القدرة المناعية للمريض . وعلى الرغم من المحاولات العديدة لعلاج مرض للإيدز، إلا أنه لا يوجد حتى الآن علاج ناجح لهذا المرض، كما لا يوجد الآن أن لقاح خاص يستعمل ضد المرض . ولا تزال الحاجة ماسة إلى عقار فعال يقضي على المرض ويسيطر تماما على أعراضه، أما الأدوية المستعملة الآن فهي :
زيدوفودين AZT – Zidovudine
وهو عقار مثبط لفايروس الإيدز وشكله المعقد، ويعتمد على تأثيره في أنظم النزانسكربتيز العكسي، ولكنه لا يعمل على إبادة شاملة للفايروس، بل يعمل على تقليل شدة الأخماج الإنتهازية الحاصلة والتقليل من نسبة انتقال الفايروس من الأم إلى الطفل .
زالسيتابين Zalcitabine
دايدانوسين Didanosine
وهو عقاران جديدان من المضاهيات النكيوزيدية المخلقة، والتي تعمل ضمن آلية تثبيط نظم التزانسكربيتز العكسي . فالأول يعطي مع عقار زيدوفودين من أجل زياد فاعليته في تثبيط فايروس الإيدز . والثاني يستعمل لمعالجة أعراض مرض الإيدز عند المرضى الذين ليست لديهم القدرة على تحمل عقار الزيدوفادين أو المرضى الذين يتردى وضعهم الصحي عند استعمال عقار الزيدوفودين .
أنوسين برانبيكس Inosine Pranobex
يستعمل هذا العقار كحقن للجهاز المناعي للمريض وتأخير تقدم فايروس الإيدز .
الأنترفيرون ـ ألفا Interferon
يستعمل لعلاج ورم ساركوما كابوس عند المصابين بالإيدز، ولا تزال توجد عقاقير أخرى تخضع للتجارب والفحوصات المكثفة من أجل الوول إلى العلاج الأكيد لمرض الإيدز ـ مثل عقار ( Ampligen ) وكذلك ( 946 ـ HOE ) . ولا تزال المعركة مستمرة مع الإيدز وتنتظر البشرية ميلاد عقار جديد يستطيع أن يعيد للوجوه البائسة وينقذها من ويلات ودمار هذا الدواء المميت .