مورينهو يستقبل فريقه السابق وانشيلوتي في موقعة "للكبار فقط"
في العاشرة إلا ربع من مساء الأربعاء ستتحول انظار عشاق كرة القدم في جميع انحاء العالم الى مكان واحد وهو ملعب جوسيبي مياتزا بمدينة ميلانو الايطالية من أجل متابعة القمة الكروية الاستثنائية بين العملاقين انتر ميلان وتشيلسي في مباراة قد تعد الأولى في كل شيء بين الفريقين . "the special one" البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني السابق لتشيلسي والحالي لانتر ميلان يعتبر هو العنوان الأبرز لهذا اللقاء خاصة وأن هذا اللقاء هو الأول لمورينهو منذ رحيله عن القلعة الزرقاء في نهاية 2007 .
عاش مورينو أفضل ثلاثة أعوام في العاصمة لندن، ليصبح أنجح مدرب في تاريخ النادي الأزرق، محرزاً لقب الدوري مرتين، كأس إنجلترا وكأس رابطة الأندية مرتين، كما قاد الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ليصبح بذلك المدرب الأسطوري الذي لن ينسى كما أنه يعتبر تشيلسي هو مكانه الأمثل رغم قصر المدة التي قضاها هناك بالمقارنة بمدربين من نوعية فيرجسون وفينجر وبينيتيز .
دوري ابطال اوروبا مازال عصيا على مورينهو منذ أن فاز به مع بورتو في 2004 ورغم نجاحاته المبهرة محليا مع تشيلسي وبعده مع الانتر إلا أن الهدف الرئيسي الذي تولى بسببه المنصبين لم يتمكن منه حتى الآن وبعد موسم اول اوقعته القرعة فيه في ثمن النهائي امام مانشستر يونايتد في عز تألقه تقسو القرعة من جديد على مورينهو وتضعه في طريق تشيلسي الذي بلغ هو الآخر الغالي والنفيس من أجل الظفر بالعروس الأوروبية .
وبترك مورينهو والنظر الى الدكة الأخرى حيث يجلس الايطالي كارلو انشيلوتي فانه في سنة أولى بعيدا عن ايطاليا يبلي جيدا للغاية حتى الآن ويكفي قبضه على صدارة الدوري الانجليزي حتى الآن والتأهل المبهر لهذا الدور أوروبيا والوصول لربع نهائي كأس الاتحاد الانجليزي ايضا كما أن هذا اللقاء سيكون الأول لكارلو على ملعب فريقه السابق الميلان مما سيزيد من عناصر الاثارة على اللقاء الملتهب اساسا .
واذا تركنا المقاعد الفنية وانتقلنا الى الملعب نفسه فسنجد أولا أن هذا اللقاء هو الأول بين الفريقين رسميا رغم عراقتهما وقدمهما ولكنهما لم يلتقيا ابدا باستثناء لقائين وديين في 2002 و 2009 فاز الانتر في الأول بثلاثية نظيفة وحسم تشيلسي الثاني بهدفين للا شيء وهو ما يجعل اللقاء غامض للغاية من ناحية التوقعات وعدم وجود تفوق تاريخي لأي منهما على الآخر .
انتر وتشيلسي يتشابهان في كل شيء فالفريقين الى جوار برشلونة مانشستر يونايتد هم الفرق الاقوى تكتيكيا على مستوى العالم كما أن الانتر وتشيلسي تحديدا يمتلكان خط وسط حديدي وبالتاكيد فإن معركة الوسط في مواجهتي الذهاب والاياب ستكون أم المعارك والفائز فيها سيكون متواجدا في ربع النهائي بكل تأكيد .
فعندما نتحدث عن كامبياسو وشنايدر ومونتاري وستانكوفيتش ومن الجانب الآخر لامبارد وبالاك وديكو ومالودا وجو كول فنحن نتحدث عن عقد من النجوم كل واحدا منهم قادر قيادة فريق بمفرده للفوز بدوري الأبطال وهو الأمر الذي يؤشر الى ما نحن بانتظاره من قمة .
الانتر
النيراتزوري نجح في استغلال السقوط المدوي لكبار ايطاليا خير استغلال وهيمن على الكرة الايطالية لمدة اربعة مواسم دون منافس ويسير بكل ثبات نحو اللقب الخامس على التوالي ، إلا أن الفريق الذي يعد من اعرق الأسماء على مستوى العالم فاشل في الحصول على الكأس ذو الاذن الكبيرة "كما يلقب دوري الأبطال" منذ ان فاز به لآخر مرة عام 1965 ، وكانت آخر القابه الأوروبية عموما هو الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي عام 1998 بقيادة الظاهرة رونالدو .
وقد بذل مالك ورئيس النادي ماسيمو موراتي كل ما يملكه من قوة من أجل تحقيق هذا الحلم ولكنه ظل بعيد المنال الى أن وجد ضالته في الخبير مورينهو والذي خذله الموسم الماضي بوداع محتشم على يد مانشستر العملاق وتكرار هذا الأمر مرة أخرى امام عملاق انجليزي آخر قد يعني نهاية عصر انتر مورينهو .
الانتر يدخل اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد الأداء البطولي الذي قدمه الفريق امام سامبدوريا في ىخر جولات الكالتشيو متمكنه من التعادل معه سلبيا على الرغم من لعبه لاكثر من 60 دقيقة منقوصا من لاعبين وهو الأمر الايجابي من ناحية الروح بالنسبة للانتر ولكنه قد يكون سلبيا من ناحية اللياقة وبعد ان بذلك جميع اللاعبين مجهودا مضاعفا في هذا اللقاء المثير .
كالعادة لم تخل تصريحات مورينهو من بعض الاستفزاز والسخونة حيث قال أن فريق تشيلسي الحالي من صنع يديه، واعتبر مدرب بورتو السابق أن تشكيلة تشيلسي الحالية تخسر الكثير من المباريات.
وفي ثلاثة مواسم أمضاها مع تشيلسي، خسر مورينهو 9 مباريات أي بمعدل 3 مباريات في الموسم الواحد في الدوري، في حين خسر حتى الآن تحت إشراف المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي 4 مرات.
وقال مورينيو: "بطولة إنجلترا ليست سهلة، فكل مباراة بحد ذاتها صعبة. لكن عندما يكون الفريق قوياً جداً، لا يخسر الكثير من المباريات والنقاط"، متناسياً أن فريقه خسر 5 مرات عندما أحرز لقب العام 2006.
تشيلسي
قد يكون الكلام الذي قيل عن الانتر متطابقا عند تشيلسي الذي نجح في فرض اسمه كأحد العلامات المسجلة على مستوى العالم خلال سنوات قليلة وتمكن من الفوز بلقب الدوري الانجليزي مرتين في آخر خمس سنوات وهو المرشح الأول لاحرازه هذا العام ويبقى ايضا لتشيلسي لقب اوروبي يرصع به دولاب بطولته حتى يستطيع ان يضع نفسه ضمن الاساطير بعد ان كان آخر انجازاته القارية هي كأس الأندية الأوروبية ابطال الكأس عام 1998 ايضا قبل الغائها ودمجها مع كأس الاتحاد الأوروبي قبل فوزه بكأس السوبر الأوروبي في نفس العام بقيادة الظاهرة الأخرى جيانفرانكو زولا .
تشيلسي وصل الى نصف النهائي ستة مرات في المواسم السبعة الأخيرة وصل منها مرة للنهائي ولولا حظ جون تيري العاثر في مباراة موسكو التي لا تنسى واخطاء الحكم هينينج امام برشلونة الموسم المقبل لكان من الممكن أن نرى تشيلسي على قمة الهرم الأوروبي في العامين الماضيين وهو الحلم الذي مازال يسعى الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش ورائه منذ شرائه للبلوز عام 2003 .
اما عن تصريحات انشيلوتي فنجد انها جاءت متزنة ولم تخل من التحدي ايضا حيث قال "اعتقد أن تشلسي قدم موسماً رائعاً حتى بعد رحيل مورينيو لأن أفرام غرانت قام بعمل جيد وتأهل إلى نهائي دوري الأبطال. نعم مورينيو قام بعمل جيد والآخرون كذلك".
وقال لاعب وسط تشلسي البرتغالي ديكو الذي اشرف عليه مورينهو في بورتو: "مورينهو مدهش في طريقة تحليله الخصم وفي اختياره طريقة اللعب أمامه".
موضوع: مورينهو يستقبل فريقه السابق وانشيلوتي في موقعة "للكبار فقط" 
الأربعاء 24 فبراير 2010, 10:20 am
